الحريش الفنان والضفدع الغيور
قصة من الأدب اليوناني
مراجعة أدبية: ندى فردان
يٌحكى أنه كان هناك (حريشٌ) فنانٌ يتقن الرقص بشكل جميل بأرجله الأربعة والأربعين. وفي كل مرة يرقص فيها، كان جميع حيوانات الغابة تجتمع حوله للإعجاب به والاستمتاع برقصه الجميل.
لقد كانوا مفتونين بفنه!
إلا أنه كان هناك حيوانٌ واحدٌ فقط لا يجتمع معهم.. إنه الضفدع.
لقد كان الضفدع مغتاظاً من قدرة الحريش على التحكم في أربعةٍ وأربعين رجلاً، بينما هو يملك اثنتين فقط ولا يستطيع تنسيق حركاته كما يفعل الحريش!
وهكذا ظلّ الضفدع يشعر بالغيرة والحسد، وجلس يفكر باستمرارٍ في خطةٍ ومكيدةٍ توقف الحريش عن الرقص.
لم يستطع بالطبع أن يقول إنه لا يحب الرقص، ولا يمكنه أن يدّعي أنه يرقص بشكل أفضل؛ لأنه ببساطة لن يصدقه أحد!
ومع الوقت توصّل الضفدع الغيور إلى خطة شيطانية حقاً! فكتب رسالة إلى الحريش، مضمونها التالي:
"عزيزي الحريش...
إن رقصك لا مثيل له في هذه الغابة، وأنا معجب جداً بفنون رقصك الرائع، وأود أن أعرف كيف ترقص بالضبط؟
هل ترفع الرجل اليسرى رقم 27 أولاً ثم الساق اليمنى رقم 12؟
أو هل تبدأ الرقص برفع قدمك اليمنى رقم 33 ثم قدمك اليمنى تحت الرقم 39؟
أتطلع إلى ردك.
مع كل حبي..
الضفدع"
بمجرد أن قرأ الحريش هذه الرسالة، بدأ يتساءل مع نفسه؛ لأول مرة في حياته يخطر بباله كيف كان يرقص بالضبط!
أيّ رجل رفع أولاً؟
أي قدم جاءت في المرتبة الثانية؟
لقد أغرق تفكيره وخياله؛ ولم يكن يعلم أنه كان يرقص بإحساسه.
لذلك، لم يرقص حريشنا مرة أخرى!