مراجعة أدبية: ندى فردان.
كان يا ما كان، كان هناك عجوزٌ بخيل يعيش في منزلٍ له حديقة كبيرة.
وكان هذا العجوز يملك الكثير من النقود الذهبية، ولكنه كان يخفيها في حفرة في حديقته ويضع فوقها بعض الحجارة.
وكل يوم، وقبل ذهابه إلى النوم، كان العجوز يخرج إلى الحديقة إلى حيث مكان الحجارة ليطمئن على نقوده الذهبية ويعدّها واحدة تلو الأخرى، ثم يعيد إغلاق الحفرة.
استمر الرجل البخيل على هذا المنوال كل يوم لمدةٍ طويلة، ولم ينفق من هذا الذهب الذي يخفيه ولا مرةٌ واحدة!
في إحدى المرات، وبينما كان هذا العجوز يحسب نقوده الذهبية ويخفيها تحت الحجارة، لمحه أحد اللصوص على حين غفلة. فظل اللص يراقب البخيل كل ليلة حتى عرف روتين حركته.
وفي ليلة من الليالي، انتظر اللص انصراف العجوز البخيل من الحديقة، وتوجه للمخبأ وأخذ كل النقود الذهبية وهرب!
في اليوم التالي، وجد العجوز أن كنزه كان مفقودًا، فبدأ بالبكاء بصوت عالٍ.
سمع الجار صرخات الرجل البخيل، فهرع إليه واستفسر عن السبب. وعند معرفة ما حدث، سأل الجار الرجل البخيل:
- "لماذا لم توفر مالك داخل المنزل؟! لكان من الأسهل الوصول إلى المال لو احتجت لشراء شيء ما".
قال البخيل بصوت غاضب:
- "اشتري؟! أنا لم أستخدم هذه النقود الذهبية لشراء أي شيء! أنا لم أكن أنفقها أبداً!".
ازدادت حيرة الجار لدى سماع ذلك. فكر قليلاً، ثم قام وألقى حجارة في الحفرة الفارغة وقال:
- "إذا كان الأمر كذلك، احفظ الحجر فلا قيمة له مثل تلك النقود الذهبية التي فقدتها!".