إعداد وترجمة: حسين الإسكافي - المراجعة الأدبية والتنقيح: ندى فردان.
قصة الطائر والحوت.
(من الأدب الأسباني)
في أحد الأزمان، كانت هناك صداقةٌ جميلة بين طائرٍ وحوت.
الطائر كان معجباً بابتسامة الحوت الجميلة، ومنبهرًا بالطريقة التي يسبح بها بأمانٍ في الماء.
أما الحوت، فقد أحبّ ريش الطائر الأبيض الوسيم، وعشق مشاهدته وهو يحلّق في السماء.
خلال الصيف، التقى الطائر والحوت في أحد الخلجان، تحدثا طويلاً. تحدثا عن القمر والأمواج والسفن في المحيط.
قال الطائر النكات التي جعلت الحوت يضحك كثيراً، أما الحوت فقد غنّى أغانٍ جميلة جعلت الطائر يبكي متأثراً بكلمات الأغاني وصوت الحوت الجميل.
قال الحوت: في يوم من الأيام، يمكنك مقابلة عائلتي في المحيط.
رد عليه الطائر: ويمكنك مقابلة عائلتي وأصدقائي على الأرض.
كان كل شيء مثاليا بينهما، لكن الحياة لا تتوقف عن الانعطاف لمجرد وجود صداقة جميلة بين طائر وحوت.
تغيّر الصيف إلى الخريف، وتغير الخريف إلى الشتاء. أصبح المحيط باردًا، وتركته جميع الحيتان هروباً إلى المياه الدافئة.
قال الحوت للطائر: ما رأيك أن تأتي معي إلى المياه الدافئة، إنه مكان رائع ودافئ دائمًا، وأيضاً هناك الكثير من الأسماك لتناول الطعام.
رد الطائر في فرح: أحب أكل السمك، وأحب أيضاً أن أكون معك. سأتبعك في أي مكان. ولكن أولاً علمني أن أكون حوتًا مثلكم!
رد الحوت: أحقاً تريد أن تكون مثلنا؟! إذن اتبعني.
غاص الحوت في الماء، وغاص الطائر وراءه.
ذهب الطائر أعمق وأعمق وقال وهو يضحك:أنا أسبح! أنا حوت!
ولكن سرعان ما عجز عن التنفس وعاد إلى السطح وهو يلهث.
حاول وحاول وحاول السباحة، لكنه كان يفشل في كل مرة.
قال الطائر للحوت: لا أعتقد أن الطائر يمكن أن يكون حوتاً. الأفضل (إذا كنت تريد) أن تأتي معي. فأنا أعيش على المنحدرات، إنه مكان رائع ودافئ ومريح، وفي كل صباح يمكنك رؤية شروق الشمس.
قال الحوت: أحب أن أرى شروق الشمس. وأحب أيضاً أن أكون معك. سأتبعك في أي مكان. ولكن أولاً، علمني أن أكون طائرًا.
رد الطائر: أحقاً تريد أن تكون مثلنا؟! إذن اتبعني!
رفرف الطائر بجناحيه وحلق في السماء.
أغلق الحوت عينيه بإحكام ورفع زعانفه، تمامًا مثل الطائر.
رفرف ورفع صعودا وهبوطا. رش الماء في كل مكان
- "أنا أطير!".
ضحك،
- "أنا طائر!".
ولكن عندما فتح عينيه لم يكن يحلق في السماء. كان لا يزال في الماء. حاول وحاول وحاول الطيران، لكنه لم يستطع.
قال الحوت: لا أعتقد أن الحوت يمكن أن يكون طائرًا.
قال الطائر: لا يمكنك الطيران، ولا يمكنني السباحة. إذن أين يمكننا أن نعيش معًا؟
قالت الحوت: سنبقى هنا.. في الأمواج!
لكن الطائر هز رأسه بحزن.
قال: أنت تحب السباحة في أعماق المحيط. هذا هو الشيء المفضل لديكم. لن تكون سعيد هنا أبدا.
قال الحوت: وأنت تحب أن تطير وتحلق في السماء. هذا هو الشيء المفضل لديكم. لن تكون سعيدًا هنا أيضًا.
وهكذا، لأن صداقة الطائر والحوت حقيقية، قرروا الوداع.
لكنهما لم ينسيا بعضهما البعض.
ففي كل مرة يرى الحوت طائرًا يحلق عالياً في السماء، كانت يفكر في صديقه الطائر. كان يأمل أن يستمتع بالسماء، هكذا مثله.
وفي كل مرة يرى الطائر حوتًا يغوص في أعماق المحيط، كان يفكر في صديقه الحوت. كان يأمل أن يستمتع بالمحيط، تمامًا مثله.