نجوم الرسم
(سلسلة أنت النجم)
الأسبوع الماضي أطلقت "قطر الندى" مبادرةً للتعريف بالموهوبين، وذلك من منطلق أهمية تشجيع تلك المواهب -الصغير منها خاصةً- وحثها على الاستمرار في العطاء والتدريب لتصل إلى مستويات عالية، وتحقق الإنجاز والطموح التي تحلم به.
ومن إحدى تعريفات علماء النفس للشخص الموهوب: أنه الفرد الذي يكون أداؤه عالياً بدرجة ملحوظة بصفة دائمة في مجالات الموسيقى أو الفنون أو القيادة الاجتماعية أو الأشكال الأخرى من التعبير.
وموهبتنا لهذه الأسبوع هي من أرقى الأشكال الفنية التي بدأت منذ الخليقة، ومنذ أن كان الإنسان يسكن الكهوف ويزّين كهوفه برسوم معبّرة عن اللغة التي لم يكن قد اخترعها بعد.
صوفيا، بيان، سارة، أسيل، وأمل، كلهن فتيات قد أنعم الله عليهم بموهبة الرسم، فأبدعوا لوحات بديعة، ذات ألوان ساحرة.
ولعل ما يبهر في موهبة الرسم، أن العمر أبداً لا يشكل فارقاً في مستوى الإبداع، فنرى كيف أن الصغيرة "صوفيا القصير" من حضانة " Kg Kids " قد صوّرت بأناملها الصغيرة تلك لوحات تنطق جمالاً وإبداعا، ولم يشكل عمرها الصغير عائقاً لتلك الموهبة الفذّة التي تملك.
وكما ذكرت سابقاً، فأن الموهبة هي الأداء العالي في شكلٍ من أشكال التعبير، وقد رأيت التعبير عن الحب والتعلق بالعائلة في رسوم طفلتين مفعمتين بالمشاعر البريئة: سارة عبد العزيز قمبر من الصف الثالث من مدرسة الحكمة النموذجية، وبيان حسين الإسكافي من الصف الثاني من مدرسة عبد الرحمن كانو الدولية.
وكم جميل أن نرى تنافساً في الإبداع، فأمل وأسيل خالد أمين المهدي أختان أحبتا الرسم، وراحت كل واحدة منهما تتفنن باستخدام الأساليب الفنية المختلفة، وبين الرسم على الورق أو الرسم الرقمي، استطاعتا أن تقدما أجمل اللوحات وأكثرها رقةً ونعومة.
وقد تتوجت هاتان الموهبتان بالعديد من الإنجازات بتحقيق المراكز الأولى في العديد من المسابقات والمعارض الفنية المقامة على مستوى المدرسة أو خارج البحرين.
فأمل قد حصدت على المركز الأول في مسابقتي: (المعلم صانع المهن) ومسابقة الخط العربي (امتنان)، اللتين أقامتهما مدرسة القيروان الإعدادية للبنات بمناسبة اليوم العالمي للمعلم خلال العام الدراسي 2019 ـ 2020م. والجدير بالذكر أن لوحةً من لوحات أمل قد اختارتها الكاتبة -الأستاذة التربوية فاطمة النهام- لتكون غلافاً لمجموعتها القصصية الجديدة التي تحمل عنوان: "يوميات أخصائية اجتماعية"، وذلك تشجيعاً منها لموهبة ابنتها.
أما أسيل، فموهبتها الفنية هي الأخرى قد حصلت على الإعجاب والتقدير، فكُرِّمَت وفازت بالمركز الأول في العديد من المسابقات الفنية على مستوى المدرسة أو خارج البحرين، نذكر منها:
فوزها بالمركز الذهبي في مراسم ومعرض (فن الطفل 45) بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، وفوزها كذلك بالمركز الفضي في مراسم ومعرض (فن الطفل44). كما حصلت أسيل أيضاً على المركز الأول على مستوى المدرسة في المسابقة الفنية (حماية الكائنات البحرية من المخلفات البلاستيكية).
ولأن الإبداع هي عميلة تراكمية،
كان لابد لنا أن نعرّف هؤلاء المبدعين الصغار عن تجارب حيّة استمرت في العطاء
لسنين عديدة، فتواصلنا مع فنان مبدع وشغوف ورسماته تنبض بالحياة وهو الفنان
الكبير: "علي الفردان" ليخبرنا بأن ما ينمي موهبة الرسم هو أمران: الشغف
والتدريب، فالشغف هو الذي يجعل أي فنان يواصل عمله بحب، أما التدريب والمواصلة على
التمارين فذلك ما يبلور ويصقل الموهبة وينميها. كما أكد الفردان على أهمية دور
الأهل في إبراز هذه الموهبة، من خلال التشجيع والتحفيز على المواصلة، وتوفير
الأدوات اللازمة والجو المهيأ للإبداع، لأن كل ذلك يشجع الطفل الموهوب للتطور
بسرعة.
لمشاركتنا إبداعاتكم لا تنسوا أن تراسلونا عبر الايميل: alnada.workshops@gmail.com