اليوم العالمي للتلفزيون

كتبت: أ. فاطمة النهام

أخصائية ارشاد اجتماعي أولى

كاتبة وقاصة بحرينية

يحتفل العالم بتاريخ 21 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتلفزيون، فأحببت أن أشارك بكلمة بسيطة في هذه المناسبة. 

 فذلك الجهاز الساحر لنا ذكريات جميلة معه، بدأت منذ الطفولة وأتحدث الان عن ذكرياتنا معه نحن جيل السبعينيات. 

كان جهازا خشبيا مكعب الشكل، لم يكن كالجهاز المتطور المسطح الموجود بالوقت الراهن في معظم أو كل البيوت، ولم يكن يصاحبه جهاز التحكم عن بعد (الريموت كنترول). 

هذا الصندوق الساحر لطالما رافقنا في طفولتنا وأعطانا من فيضه العلمي والأخلاقي والتربوي، حيث قدمت لنا من خلاله المسلسلات الدينية والاجتماعية والتربوية ومسلسلات الاطفال الكارتونية ذات القيم الهادفة، غرست في أرواحنا الأخلاق النبيلة والقيم الإنسانية. 

إضافة إلى أن مؤلفي تلك المسلسلات الكرتونية أدباء وكتاب مختلفين من جميع دول العالم، لهم صاع في الأدب العالمي، ووظفوا أدب الطفل في قصص ممتعة ذات قيمة وعبرة من خلال هذه المسلسلات. 

كم كانت قصصا رائعة ترافقها موسيقى أخاذة وأيضا كانت لموسيقيين عالميين تلامس شغاف القلوب وترتبط روحيا بأجواء القصة المطروحة. 

تلك المسلسلات التي رافقت طفولتنا وصبانا غرست فينا قيما نبيلة كالصداقة الحقيقية وبر الوالدين والأمانة والتسامح والشجاعة والتعاون والرفق بالحيوان. 

والآن في الوقت الحاضر تغير كل شيء، فلم يعد هذا الصندوق موجودا ومعه اندثرت جميع الأشياء الجميلة. 

الآن عاصرنا شاشات متلفزة والعاب الكترونية متنوعة في شاشات متعددة كالبليستيشن والعاب الفورت نايت والايباد والهواتف الذكية. 

ألعابا متعددة ومجنونة، قتالية وحربية وأفكارا هدامة للأخلاق والعقيدة، كم هو أمر مؤسف بحق. 

أين تلك القيم النبيلة التي تعلمناها نحن جيل السبعينيات؟! 

أين صفات المحبة والإخاء والاحترام وحسن الجوار؟! 

أين تعاليم الحب والصداقة والأمانة والسلام؟! 

أين تلك الجلسات العائلية مع الأم والأب والأخوة والأخوات؟! 

أين الحوارات والضحكات بين افراد الاسرة الواحدة والتي كانت تحلق في الافاق؟!

وقت تحلقهم حول مائدة الغداء او العشاء. 

يالتلك الايام الجميلة..

أيام مضت..

ولن تعود..


لغتنا العربية.. تشريفٌ وشموخ