لغتنا العربية.. تشريفٌ وشموخ

كتبت: أ. تهاني نيسر.
أستاذة تربية إسلامية.

باللغة العربية نتحدث، وبها نسمو ونفتخر. هي سيدة اللغات وأجملها وأعظمها. هي لغة الأدب والعلم وهوية الأمة الإسلامية.

وكيف لا تكون موضع فخر واعتزاز لنا وهي (لغة القرآن الكريم) التي شرّف الله بها رسولنا محمد (ص) في قوله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقوله :( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبين). فلقد أصبحت ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخداماً في العالم.

وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، بما اشتملت عليه من سحر البيان وروعة التعبير وقوة التأثير تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم -على سبيل المثال لا الحصر- الهندسة والشعر والفلسفة والأدب نذكر بعض من هذه الجماليات (كلمة واحدة تحتاج سبع كلمات أجنبيّة لتترجم: أنلزمكموها) وعبارة "من أسعد الناس؟ " ذاتها تحوّلت من سؤالٍ إلى جوابٍ بمجرّد تعديل الحركات. لكن التغير العلمي المتسارع اليوم في العالم ضمن منظومة التفجر المعرفي والانفتاح التكنولوجي جعل ناطقيها في مواجهة تحديات كبيرة. إن الهدف من اليوم العالمي للغة العربية ليس فقط إبراز مكانتها ودورها إنما حمايتها وصونها من متغيرات العصر. فلقد كُثرت الكتابات وتنوعت المقالات حول عالمية اللغة العربية لكن ما أود الإشارة إليه بأمرٍ غاية في الأهمية خاصة - الآباء والتربويون - الأخذ بأيدي أبنائنا وبناتنا بغرس في نفوسهم هذا الاهتمام باللغة العربية وحثهم عليها سواء ضمن برامج وأنشطة، عن طريق إشراكهم في نوادي ثقافية داخل المجتمع وخارجه محليًا ودوليًا والتنوع في مختلف البرامج المفيدة وأيضًا في المدرسة بتعزيز ثقافة القراءة والكتابة في أي مجال. وأيضًا تدريبهم وتشجعيهم لتعليمها لغير الناطقين بها. ولقد كانت مبادرة وزارة التربية والتعليم رائعة وتستحق الشكر والتقدير في إبراز

(حصص القراءة) وتفعيلها بشكل يومي مما حذا بالطلبة إلى الإبداع والتنافس حول هذه الحصص إن الحفاظ على لغتنا العربية ليس بالشيء العسير من لم نجعلُه واقعًا معاش وفعلُ ممارس بعيدًا عن التنظير يتعلمُه جيلاً بعد جيل. جيل. تتطلب منا وقفة وفعل جاد للحفاظ على لغتنا من متغيرات العصر فهل نحن ماضون لهذا الأمر؟!

 


كيف يستغل أطفالنا وقت فراغهم؟