الثقافة الراقية في وسائل التواصل الاجتماعي
كتبت: أ. تهاني النيسر

أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة وحاجة ملحة من ضروريات الحياة في زمن العولمة والألفية الثالثة بشكل منقطع النظير ولا حدود له في جميع أنحاء العالم.

ولقد تعددت تعريفاتها والكتابة عنها بشكل مسهب في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات، لكونها وسيلة تقنيّة تسهل تبادل الأفكار والمعلومات من خلال التواصل بين المجتمعات الافتراضية، وهي تعتمد بشكل رئيسي على وجود الإنترنت المُتصل بالأجهزة الالكترونية المختلفة.

ولهذه الوسائل الكثير من الإيجابيات ولا يخلو الأمر أيضًا من السلبيات، ونذكر على سبيل المثال واحد من كلا النوعين: ففي الوقت التي تُستخدم لمتابعة آخر الأخبار العالمية والمحلية وطرق للبحث والمعرفة وتنشيط الذاكرة للألعاب المفيدة في الجانب الاخر تسبب سوء استخدامها اضطرابات في الحالتين النفسية والجسدية كالنوم والتركيز ويسهل اختراقها إذا لم تكن هناك معرفة باستخدامها وغيرها. وفي هذا المقال لستُ بصدد ما يتم تفصيله عن محتوى هذه الوسائل وإنما كيفية استخدامها بطريقة تُكسب الانسان ثقافة راقية في الحياة وذلك من خلال عدة أساليب منها:
# اختيار الجيد من الرديء من الموضوعات المقروءة أو المطالعة أو المواقع أو غيرها.
# عدم تتبع الإشاعات وإثارة الفتن بين الناس لأي سبب لأنها ستفضي إلى سراب واختلال التوازن والأمن الاجتماعي كما قال تعالى:  وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا.

# التعليق على أي موضوع كان وأي موقع حتى لو كان مخالف لرأيك أو معتقدك بطريقة مؤدبة محترمة هادئة بدون انفعال أو تحيز لأن هكذا علمنا ديننا الاسلامي. حتى وإن كان هناك بعض التعليقات أو العناوين مثيرة للمشاكل على الانسان تجنبها لأنها ستؤدي إلى اضطراب المجتمع والانشغال (بالقيل والقال).

# نشر من حين لآخر آيات قرآنية وأحاديث شريفة ونصائح وحكم تذكر بها الناس وتكون سببًا لاستقامتهم إن ضلوا عن الطريق في زمن ثورة التكنولوجيا.

# التشويق والإثارة عند وضع العناوين الهادفة المفيدة لخلق بيئة واعية تحرص على خدمة الفرد والمجتمع.

# التحلي بروح الأخلاق الحميدة والمرونة والتقبل في التعامل مع أي رأي وعدم التعصب لأي صوت ناشز ( لأن الإنسان بذلك يمثل دينه الإسلامي وبيئته) كما قال تعالى (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا) خاصة ما يتعلق بالفيديوهات السيئة التي تنشر من حين لآخر في مختلف الموضوعات.


# الرجوع للوالدين أو من هم ذوي الاختصاص والخبرة في بعض تصفح مواقع التواصل الاجتماعي إن صادفتك مشكلة أو تعسر عليك أمر أو أردت تأسيس حلقة أو ورشة تعليمية أو برنامج بذلك تضمن عدم تعرضك لسوء أو مساءلة تكون غافل عنها.

ويبقى القول -عزيزي القارئ- يبدأ الإنسان تغيير ذاته والتعامل مع معطيات الأمور بنفسه أولاً والعمل على تطويرها وإصلاحها في كل يوم، وفي ذلك مراقب نفسه ومسؤول عنها أمام الله وكما قال: الامام علي (ع):
دواؤك فيك وما تبصر *** وداؤك منك ولا تشعر

فالحياة تحتاج لوعي وإدراك وتركيز وصبر وحب في التعامل معها (أوجد لنفسك مكانًا في القمة للارتقاء ففي القاع ازدحام شديد). 

 




"الحية.. بية"