جرعات إيجابية

كتبت: أ. تهاني نيسر

أستاذة تربية إسلامية



(تفاؤل، حيوية، ابتسام، حب، قوة، همة، إيمان، نور) كلمات لطيفة وجميلة تمر علينا بشكل يومي في حياتنا لكننا لم نكن نعرف قيمتها ومعناها الحقيقي إلا في ظروف متغيرات كورونا -وأن مرت علينا سابقاً- بدون تركيز فيها، في ظل هذه الجائحة وما خلفتها من تبعات منوعة هنا وهناك.

 

فالإيجابي من أساسيات النجاح والعيش في راحة بال وذلك لتأثيرها الشديد على حياة الإنسان وطريقة تفكيره وكيفية التصرف في المواقف التي تواجهه فمثلما يحتاج أصحاب المهن لجرعات إيجابية كالطبيب والمحامي والمعلم  وغيرهم وأيضًا كل إنسان في خضم هذه الحياة تمر عليه فصول متعاقبة بين مد وجزر من حزن وضيق وفرح وغيرها وخاصة في ظل الأزمة التي عصفت بالعالم اليوم تتطلب منا أن نعيد النظر في برمجة حياتنا وأن نقتدي  بمنهج القرآن الكريم وقصص الأنبياء في بث روح الإيجابية في أنفسنا أولاً ثم المجتمع  ونبتعد عن  السلبية المقرونة بالمثبطين.

حتى نستطيع اللحاق بركب السباق والتطور العولمي القافز فوق الفضاء بالعلم والتكنولوجيا في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات وأبرزها ما حدث مؤخرًا من تقدم لانطلاق (مسبار الأمل) برعاية دولة الإمارات العربية، والقفزة النوعية الهائلة اليوم في مجالات وأمور رائعة (التعليم عن بُعد) في دول العالم وغيرها من الحلول الابتكارية التي سابقت عجلة الزمن، وتشعرنا بفخر واعتزاز.
فلن تتحقق تلك الأمور بدون وعي ونصائح - عزيزي القارئ- ولستُ هنا لأسرد كلامًا نظريًا أو قصص من الخيال بل هو واقع معاش ينتظرنا فعلينا ترك توافه الأمور السلبية وتعزيز شخصياتنا بالاهتمام بالجانبين النفسي بممارسة الهوايات المختلفة كالقراءة والاعتناء بالنفس والجسدي بالرياضة وعمل جلسات تأمل واسترخاء. وتحدي الظروف مهما كانت وعدم الاستسلام لها بالتقرب لله عزوجل في أدق التفاصيل حتى نستطيع تحقيق الأهداف المنشودة التي خلقنا الله من أجلها.

نعم.. فمثلما الطبيب يصرف لمرضاه جرعات تخفف آلامهم من كدر الحياة وضغطها يحتاج الإنسان لجرعات إيجابية تعطيه دافعية وقوة وإرادة لمواصلة وتيرة وروتين الحياة وذلك بشغل وقته حياته بما هو مفيد وهادف ونافع وقيّم يخدم بها نفسه وأسرته ومجتمعه بما أعطاه الله من نعم عظيمة ومواهب دفينة يبحث عنها في نفسه.
فعلى الإنسان دائمًا يوجد لنفسه مكانًا في القمة والسعي للتميز والنجاح. بالإرادة والصبر والعزيمة وشحن النفس بالطاقة الإيجابية بترديد الكلمات التحفيزية والعبارات التفاؤلية وتوفير جو وبيئة الإبداع تتبعها الرضا والقناعة في الأمور فبذلك يتحقق المستحيل (بتحويل المحن إلى منح). وكما الإمام علي (ع) :( تزعم أنك جرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر). فأنت لا تحتاج إلى أن تكون عظيمًا حتى تبدأ لكنك تحتاج أن تبدأ حتى تكون عظيمًا
.


الإثارة الإبداعية عند الطفل وحقوقه