والكتب تضيق أيضاً

والكتب تضيق أيضاً!

"لا تشتري الكثير من الثياب فهو سينمو بسرعة وستضيق عليه الملابس"، هذه النصيحة من أكثر النصائح التي تسديها الأمهات لبناتهن حديثي الولادة. فبخبرتهن يعرفن أن النمو الجسدي للطفل متسارع ومستمر.

لكن ماذا عن النمو العقلي والفكري للطفل؟ ألا ينمو هو الآخر بشكل متسارع، وتتطور مهاراته بناءً على العمر البيولوجي والتدريب والتعليم والخبرات الحياتية؟
فإن كنا نسارع لشراء ثياب أكبر حجماً لأطفالنا كلما كبروا سنةً في العمر، ترى هل نلتفت كذلك للكتب التي يجب أن تتناسب مع تطور قدراتهم العقلية الذهنية؟

هل شاهدتم يوماً بطيخة مربعة الشكل؟ إنها إحدى بدع اليابانيين! فهم يجعلون ثمرة البطيخ تنمو في قوالب مربعة صغيرة، تحد من نموها وتجعلها أسهل في التخزين، ولكي تسعها ثلاجاتهم الصغيرة.

ويحدث أحياناً أن يتم قولبة قدرات الطفل القرائية، بإعطائهم الكتب ذات المحتوى البسيط، أو الكلمات المحدودة، دون الالتفات إلى ضرورة تدريب الطفل ونقله إلى مستويات أعلى في القراءة والاطلاع.

فالكتب التي تلائم الطفل الذي يبدأ بتعلم القراءة "ستضيق" على الطفل الذي أتقن القراءة إتقاناً تاماً، وبات الهدف من قراءته لأي كتاب هو الاستفادة من المحتوى عوضاً عن تعلّم القراءة التدريجي.

أنا هنا لا أنكر قيمة أي كتاب، ولكن ما أود إيضاحه أنه يجب الالتفات إلى أهمية تطوير مهارة القراءة لدى الأطفال حتى يصبحوا قادرين على قراءة الكتب المتنوعة والمتدرجة في المستويات المعرفية، حتى نفسح المجال أمام عقولهم لتنمو وتكبر وتتطور فتفكر وتبدع وتبتكر.

ندى فردان


أكثر من ضربة حظ