لنكن مثل علاء الدين!

التعليم في زمن كورونا.. لنكن مثل علاء الدين!

كلنا نعرف قصة علاء الدين، ونذكر كيف أن المصباح ساعده لتحقيق ما يحلم به ويصبو إليه. إذن فالحياة مع المصباح كانت أسهل ومعوقاتها أقل، لكن ماذا حدث بعد أن حٌرم علاء من مصباحه؟ وكيف تصرف حينما  علم أن المصباح أصبح في قبضة غريمه الساحر الشرير الذي اختطف منه زوجته وحبيبته بدر البدور؟

تقول الحكاية أن علاء الدين رفض أن يستسلم، وبوجود المصباح أو عدمه، قرر أن ينقذ زوجته. وبالفعل اعتمد هذه المرة على نفسه، وأشغل فكره، وأعد خطة لاستعادة بدر البدور والمصباح.

وإن كان علاء الدين قد فزع لضياع المصباح، فإننا في العصر الحالي نولول على إقفال المدارس! حيث أننا الآن، وأكثر من أي وقتٍ مضى، نستشعر الحمل الثقيل بمتابعة تعليم أبنائنا عن بعد، وذلك بعد أن حُرموا من طريقة التعليم التقليدية نتيجة التأثيرات السلبية لجائحة فيروس كورونا التي فرضت علينا مواصلة التباعد الاجتماعي، وتأثير ذلك بشكلٍ كبير على التعليم وعودة الطلبة إلى المدارس بشكلٍ اعتيادي. وإن كانت هناك بعض المدارس التي دمجت بين التعليم عن بعد، والتعليم التقليدي، إلا أنه يضل محدوداً ومحفوفاً بمخاطر صحيّة كبيرة.

إن افتقادنا للمدارس التي كانت تحتضن أبناءنا، والمعلمين الذين كانوا يضطلعون بالمهمة الأصعب، ويقدمون أصدق الجهود بتعليم أبنائنا، وصقل مهاراتهم، وتعزيز ثقافتهم، وتشجيع تنمية فكرهم، يحتّم علينا أن نكّون مثل علاء الدين، فلا يجب أن نستسلم، ولا يجب أن نسمح لأنفسنا أن نتهاون في تعليم أبنائنا، أو نتسامح في التكاسل عن اكتساب المهارات الأساسية في التعليم.

بل علينا أن نحاول أن نأخذ بأيدي أبنائنا الذين فُرضت عليهم عزلة أدّت إلى ضياع فرصة التعليم الاجتماعي من الأقران، وحدّت من تواصلهم المباشر سواء مع المعلم أو مع زملائهم الآخرين. فنوّفر لهم الدعم المعنوي، والمساعدة التقنية، والتشجيع المستمر، والحزم اللازم لأداء كل الواجبات والأنشطة والمشاريع، ومتابعة الدروس أولاً بأول دون إهمالٍ أو تراخٍ.

وإلى أن تعود المياه إلى مجاريها، والطلبة إلى صفوفهم، يظل المستوى التعليمي رهينةً لمدى وعينا كأمهات وآباء، إذا نحن لم نعمل كل ما يلزم لضمان استمرارية ارتقاء أبنائنا سلم التعليم.

 ندى فردان

15-09-2020


المسرح العربي وتراجيديا  كربلاء