المسرح العربي وتراجيديا  كربلاء

المسرح العربي وتراجيديا كربلاء

تُعرّف التراجيديا على أنها شكلٌ من أشكال العمل الفني يهدف إلى تصوير مأساة قد تكون مبنيةً على قصة تاريخية، حيث تنتهي أحداثها بشكلٍ حزين مؤسف، مما يؤدي إلى إثارة شفقة وحماسة المتفرج. وعادةً ما تستعرض التراجيديا قصة شخصٍ عظيمٍ يمر بأحداث صعبة ومأساوية.

ومما هو معروف، فإن واقعة كربلاء (حدثت القرن السابع ميلادي) هي من أحد أكثر الملاحم دموية وتراجيدية في تاريخنا العربي والإسلامي، فهل كان لها نصيبٌ من المسرح العربي؟

وبالعودة إلى جذور المسرح العربي، نجد أن الكثير من النقّاد والباحثين في أمر نشأته قد أكدوا أن المسرح هو فنٌ وافدٌ على الأدب العربي، وإنه بدأ في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تأثراً بالمسرح الأوروبي، بعد أن عرّب "مارون النقاش" مسرحية "البخيل" للكاتب الفرنسي المشهور "موليير"، وعرضها على خشبة مسرح أقامها في بيته.

ومع ذلك فإن هناك من الباحثين والمتعمقين في تاريخ الأدب العربي من ذكر وجود بذرات مشاهد مسرحية في الأدب العربي أقدم من ذلك بكثير، ومثال عليها تمثيل واقعة كربلاء كنوع من الفنون المسرحية، خاصة أنه يتوفر فيه قصة تراجيدية مكتملة الأركان، تُعرض في الساحات بحضور الجمهور.

 

ولعل ما يؤكد على قدرة واقعة الطف للتحول إلى مسرح تراجيدي، قول المستشرقة السوفيتية تمارا الكساندروفنا في كتابها (ألف عام وعام على المسرح العربي): "ولا يتبقى لنا في النتيجة إلا أن نأسف لعدم ولادة شكسبير عربي كان باستطاعته تجسيد طباع أبطاله وسلوكهم في الشكل الفني للتراجيديا الدموية".

ولم يكن عدم توفر "شكسبير عربي" - على رأي تمارا الكساندروفنا- المعوق الوحيد لتطوير الشكل الفني لمعركة كربلاء، بل إن حساسية الموضوع من أوجهٍ عدّة، والمتطلبات والمحظورات السياسية لكل حقبة من حقب التاريخ الإسلامي، بالإضافة إلى الوصاية الدينية -التي إلى يومنا الحالي- قد تحد من حرية تأليف نص عصري يخرج من إطار النمطية السردية التاريخية إلى نص أكثر حيوية، وأكثر قدرة على استنباط القيّم والمبادئ التي تحملها هذه الملحمة البطولية.

 

ومع ذلك فإن هناك الكثير من المسرحيات العربية التي تمّ تقديمها عن تراجيديا كربلاء، وقد ذكرتها صحيفة المدى في مقال "واقعة الطف في المسرحية العربية"، أذكر لكم منها:

 

1.    نص مسرحية (الحسين) لمؤلفها (محمد الرضا شرف الدين) 1352هـ / 1931م.

2.    نص مسرحية (مصرع الحسين) للشاعر السوري (عدنان مردم بك)

3.    نص (نشيد الشهيد) فارسي الأصل , إعداد (محمد عزيزة) بعنوان (آلام الحسين أو مأساة كربلاء) ترجمة: رفيق الصبان

4.    مسرحية (هكذا تكلم الحسين) للشاعر المصري (محمد العفيفي) وهي مسرحية شعرية في خمسة فصول , نشرت عام 1969 م.

5.     مسرحية (ثار الله) بجزأين (الحسين ثائرا) و(الحسين شهيدا) للشاعر (عبد الرحمن الشرقاوي) 1969 / 1970 م.

6.    نص (مقتل في كربلاء) للشاعر المصري (فتحي سعيد) في ديوانه الشعري مصر لم تنم , الصادر عام 1973

7.    مسرحية (مساء التأمل) إعداد قاسم محمد , عام 1974

8.    مسرحية (الحسين يموت مرتين) للكاتب المغربي (عبد الكريم برشيد)

9.    نص (تعازي فاطمية) للكاتب التونسي (عز الدين المدني).

10. مسرحية (الحسين – تراجيديا في ثلاثة فصول) للمؤلف المسرحي السوري وليد فاضل، عام 1998 م.

 


ندى فردان

 


السلم والثعبان.. دروس وعبر