في تعاملنا مع الناس، فإننا نطلق عليهم أحكاماً بناءً على ظواهرهم، أو بواطنهم، أو الاثنين معاً. ولعل اسم الشخص يعتبر من أول الأمور التي تجعل عقلنا الباطن يتحفز لرسم شخصية هذا الفرد في مخيلتنا، وبالتالي بناء توقعات معينة لسلوكه.
فإذا ما كان سلوكه موافقاً لهذه الصورة قلنا: "حقاً هو اسم على مسمى"، أما إذا حدث أمرٌ يناقض ذلك صحنا: "يا خسارة، طلع اسم على غير مسمى!".
ولعل العديد من الشعوب تتقاسم الإيمان بأهمية وقيمة الاسم، فنرى أن الكثير من الثقافات تحرص على تسمية المواليد بأسماء تدل على الصفات التي يرغبون أن تكون في أبنائهم وبناتهم، ونرى ذلك في الإسلام أيضاً، حيث أقر نبينا الكريم حق المولود في تسميته تسميةً حسنة.
وذلك لا يقتصر فقط في الحياة الواقعية، بل نجد أيضاً أهمية الأسماء في الأعمال الأدبية. فكثيراً ما يسمي الكاتب شخصياته في الرواية أو القصة بناءً على الأبعاد النفسية والاجتماعية للشخصية التي يصنعها.
وما جعلني اليوم أكتب عن الأسماء والنصيب، هو أنني بالأمس شهدت موقفاً جعلني أشفق على ذلك الشخص الذي لم يكن له من اسمه نصيب!
لكن ماذا لو فكّر كل واحدٍ منا في اسمه ومعناه؟ هل كان ذلك سيجعله أكثر حرصاً في بناء شخصيته، أو أكثر التفاتاً لتصرفاته؟
فهل فكرت يوماً في ذلك؟ هل تمت تسميتك صدفةً، وبالتالي فإنه تلك التسمية ليست لها أية تبعات؟ أم أن اسمك مقصود، وهو ما يجب عليك أن تكتشفه وتتبعه؟ تقول الكاتبة الأمريكية
ليسل شورتليف على لسان بطلها في رواية "Rump":
"اسمك هو قدرك!".
قد لا يكون ذلك صحيحاً بالضرورة، ولكن أليس من الجميل أن نرى انعكاس أصحاب
الأسماء النبيلة والجميلة والعميقة والطيبة على أصحابها؟
ندى فردان
2020-10-12