التعليم في مواجهة كورونا
استمرارية التعليم عن بعد

في الأسبوع الماضي، وتحديداً في احتفالية يوم المعلم، طرحتُ عبر منصتي الانستغرامية استبياناً، جاء فيه العديد من الأسئلة المتعلقة بالتحديات التي يواجهها التعليم، خاصة مع استمرارية فرض التباعد الاجتماعي.

وبما إن اليوم يصادف بدء المشوار الدراسي لدى طلبة المدارس الحكومية في مملكة البحرين، فوددت أن أستعرض لكم نتائج هذا الاستبيان:

يبدو أن التكنولوجيا، على الرغم من مدى التقدم الذي وصلت إليه في عصرنا الحالي، إلا أنها لم تستطع أن تكسب ثقة الآباء والأمهات في التعليم عن بعد بواسطة القنوات الإلكترونية عبر الانترنت. حيث صوّت الغالبية العظمى -ثمانين بالمئة (80%) من المشاركين في الاستبيان- على أفضلية التعليم التقليدي. وأكد ثمانية وسبعين (87%) منهم تأثر المستوى الدراسي لدى أبنائهم.

أما في سؤال عن مدى استعداد المعلمون لأداء مهاهم عبر التعليم عن بعد، فعبّر سبعة وستين بالمئة (67%) عن عدم ثقتهم بذلك، بل وإن الغالبية الساحقة (90%) أيّدت أن عبء التعليم قد وقع على كاهل الأم.

ولإحقاق الحق، فإنه من المبكر جداً الحكم على التعليم عن بعد، خاصة أن هذه المرة مختلفة عن الفصل الدراسي السابق. ففي ذاك الفصل كان أمر تحويل التعليم التقليدي إلى إلكتروني أمراً مباغتاً، فلم تكن هناك أية استعدادات. أما هذه المرة فقد كان الأمر جليّا بأن الأمور سوف تتجه إلى هذا الاتجاه، خصوصاً مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، فكانت الاستعدادات قائمة على قدمٍ وساق سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي.

ومن تجربة شخصية ومن تجارب الأمهات من حولي، رأيت الكثير من المدارس الأهلية التي عكفت على تقديم خدمات تعليمية إلكترونية على مستوى عالٍ:

  • بناء موقع إلكتروني خاص بها شامل لكل متطلبات التعليم عن بعد مثل: وصلات للدروس المباشرة عبر المنصات الإلكترونية (الزوم أو التيم أو الغوغل).

  • تقديم فيديوهات للدروس المسجلة لتسهيل عملية المراجعة.

  • نشر ملخصات الدروس مكتوبة ومصوّرة.

  • إرسال العديد من الوصلات التعليمية الخارجية.

  • تحويل الواجبات والاختبارات القصيرة الورقية إلى إلكترونية.

  • تسهيلات للطلبة عبر تنبيهات ورزنامة إلكترونية لجدول الحصص.

  • تقديم برامج أخرى تفاعلية لتشجيع الطلبة.

وغيرها الكثير.

ولكن لا يعني هناك أنه لم تكن هناك صعوبات. فوجود نظام تعليمي جديد كلياً على المعلمين والطلبة وأولياء أمور الطلبة قد سبب الكثير من الربكة، حتى أخذ الجميع يعتادون رويداً رويداً على استخدام هذه النظم الجديدة.

كما إن مشاكل انقطاع أو ضعف الانترنت من أهم المشاكل التي تصادف التعليم عن بعد. هذا عدا عن صعوبة تعامل الطلبة الأصغر عمراً مع أية مشكلة إلكترونية، وذلك نظراً لخبرتهم المحدودة باستخدام الأجهزة الإلكترونية، وقد يزيد الوضع سوءاً إذا كانوا لا يجدون من يمد لهم يد العون لكون أمهاتهم من النساء العاملات أو ذوات الخبرة القليلة في استخدام هذه الأجهزة.

ويبقى ضعف التواصل مع المعلم هو الجانب السلبي أكبر في التعليم عن بعد، خاصة مع حرمان الطلبة من التواجد الفعلي مع المدرس وزملائه، مما يمنع فرصة النقاش والتعلم الجماعي.

أما بالنسبة لتجربة التعليم عن بعد في المدارس الحكومية، فالأيام القادمة سوف تكشف لنا الكثير من إيجابياتها أو سلبياتها. ولكن يظل الرجاء الأكبر أن يتحمل هذا الجيل مسؤوليته، وأن يعي أنه يجب أن يقدّم جهداً استثنائياً في هذه الظروف الاستثنائية، وأن يصر على اقتناص فرصة مواصلة التعليم حتى لو كانت عن بعد ألف ميل!

ندى فردان

2020-10-11


ملتقى الراوي يتحدى كورونا!